خصائص العربية بين القديم والحديث
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خصائص العربية بين القديم والحديث
بسم الله الرحمن الرحيم
خصائص العربية بين القديم والحديث
د . مصطفى أحمد عبد العليم
قسم اللغة العربية جامعة الإمارات العربية المتحدة
قد لا يكون من قبيل الزهو أو المبالغة أن نقول إن اللغة العربية هي أفضل اللغات() ؛ فهي اللغة التي نزل بها القرآن الذي هو أفضل الكتب ، ولغة الإسلام الذي هو خير الأديان ، ولغة الأمة الإسلامية التي هي خير الأمم ، ولغة الحضارة الإسلامية التي هي أعرق الحضارات وأنفعها للبشرية ، وهي بعد ذلك لغة خالدة خلود التاريخ تولد لغات وتموت ، وتبلى لغات وتنقرض أخرى ، وهي باقية بقاء العصور إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ؛ وذلك لأنها محفوظة بحفظ الله تعالى القائل : ﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ﴾ [ الحجر 9].وهي بعد ذلك لغة توفر لها من الدقة والمنطقية والبيان والمرونة والوفاء بالمعاني ما لا يعرف له نظير في غيرها من اللغات .
وقد أدرك هذه الحقيقة العلماء العرب واعترف بها المنصفون من جهابذة الغرب.
يقول أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ( 255هـ) :"ولابد من ذكر ... الدليل على أن العرب أنطق ، وأن لغتها أوسع ، وأن لفظها أدل ، وأن أقسام تأليف كلامها أكثر ، والأمثال التي ضربت فيها أجود وأسير"(). ويقول في موضع آخر : "والبديع مقصور على العرب ومن أجله فاقت لغتهم كل لغة "() .
والجاحظ يشير هنا إلى عدد من خصائص العربية منها: سعة الألفاظ ، ودقة الدلالة ، وجودة الأمثال ، والبديع .
ويقول أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت 276 هـ ) :" وإنما يعرف فضل القرآن من كثر نظره واتسع علمه وفهم مذاهب العرب وافتتانها في الأساليب ، وما خص الله به لغتها دون جميع اللغات . فإنه ليس في جميع الأمم أمة أوتيت من العارضة ، والبيان ، واتساع المجال ما أوتيه العرب خصيصى من الله لما أرهصه في الرسول صلى الله عليه وسلم وأراده من إقامة الدليل على نبوته بالكتاب ..." ()
ويقول أبو الفتح عثمان بن جني ( ت 392 هـ ):" واعلم فيما بعد أنني على تقادم الوقت دائم التنقير والبحث عن هذا الموضع ـ يعني قضية أن اللغة إلهام أم اصطلاح ـ فأجد الدواعي والخوالج قوية التجاذب لي مختلفة جهات التغول على فكرى ، وذلك أنني إذا تأملت حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة وجدت فيها من الحكمة والدقة والإرهاف والرقة ما يملك على جانب الفكر حتى يكاد يطمح به أمام غلوة السحر "() .
وقد أفرد ابن جني كتابه الخصائص لتجلية خصائص العربية والتنقيب عن أسرارها وفضائلها فأتى من ذلك بما يشهد على علو كعبه في علم العربية وفقهها .
ولابن فارس ( 395 هـ ) كلامٌ مستفيض في فضل العربية في كتابه(( الصاحبي في فقه اللغة العربية وسنن العرب في كلامها )) ، يتجه فيه إلى تفضيل العربية على غيرها لنزول القرآن بها. ويقرر أنّ العربيّة توقيفٌ من عند ربِّ العالمين ، وأنها لغةً مصونةً مرعيَّةً برعاية الله ، وهي أعلى لغةٍ ، لنزول أعلى كتابٍ بها ، وأعظم دين ، كما عقد باباً لبيان أنّ (( لغة العرب أفضل اللُّغات وأوسعها )) ، صدّره بقوله تعالى ﴿ وإنّه لتنزيلُ ربِّ العالمين ، نزل به الرُّوحُ الأمين على قلبك لتكون من المنذرين ، بلسانٍ عربيّ مبين ﴾ [ الشعراء 192 - 195 ] فوصفه ( جلّ ثناؤه ) بأبلغ ما يوصَفُ به الكلام ، وهو البيان " ().
ولم يكتف علماؤنا القدامي بالكلام عن فضيلة العربية ، بل تطرقوا إلى الحديث عن عدد من الخصائص التي تجعلها من أفضل اللغات ـ وقد أيدهم فيها المعاصرون ـ وأهمها :
1. التخفيف : قال ابن فارس : " ومما اختُصت بِهِ لغةُ العرب قلبهُم الحروف عن جهاتها، ليكون الثاني أخفَّ من الأول، نحو قولهم: "ميعاد" وَلَمْ يقولوا "مِوْعاد" وهما من الوعد، إِلاَّ أن اللفظ الثاني أخفُّ . ومن ذَلِكَ تركهم الجمعَ بَيْنَ السَّاكنَينِ، وَقَدْ تجتمع فِي لغة العجم ثلاث سواكن. ومنه قولهم: "يَا حارِ" ميلاً إِلَى التخفيف "().
ومن مظاهر التخفيف البارزة في العربية غلبة الأصول الثلاثية ،وقد أشار إليها ابن جني إذ يقول: " إن الأصول ثلاثة : ثلاثي ورباعي وخماسي، فأكثرها استعمالا وأعدلها تركيبا الثلاثي وذلك لأنه حرف يبتدأ به وحرف يُحشى به وحرف يوقف عليه " ثم يقول مبينا الحكمة من غلبة الثلاثي : " فتمكن الثلاثي إنما هو لقلة حروفه "().
وقد أشار بعض المعاصرين إلى أن غلبة الألفاظ الثلاثية من خصائص العربية، ولا تكاد لغة أخرى تشاركها في هذه السمة الواضحة ، وكان الأصل الثلاثي عمدة الاشتقاق الذي هو من أبرز خصائص العربية ".()
وإن مقارنة يسيرة بين العربية وغيرها من اللغات الأوربية لتظهر لنا صحة هذه المقولة ، ففي هذه اللغات تسود الكلمات الطوال ذوات العدد كما يتضح من الجدول الآتي :
الكلمة في العربية الإنجليزية الفرنسية الألمانية
مبنى building Le batiment Das gebaude
جامعة university L`universite Die universitat
مكتبة library La bibliotheque Die bucherei
تسلية entertainment Les divertissement Die unterhaltung
Der vater Le pere father أب
Die mutter La mere mother أم
Der Gross vater Le grand-pere Grand-father جد
Die Gross mutter La grand-mere Grand-mother جدة
Der Bruder Le frere brother أخ
Die schwester La soeur sister أخت
ففي هذا الجدول نلاحظ أن الكلمات القصيرة في العربية ذوات الحرفين أوالثلاثة أوالأربعة تقابلها كلمات طويلة في اللغات الأوربية قد تصل إلى عشرة أحرف أوتزيد ، ومن المعروف أن أقصى ما تصل إليه الكلمات العربية بالزيادة سبعة أحرف في الأسماء كما في استخراج ، واستعمار ،وستة في الأفعال كما في استخرج واستعمر، في حين أن الكلمات في اللغات الأوربية قد تصل إلى خمسةعشر حرفًا أو أكثر كما في internationalism بمعنى الدولية وincomprehensible بمعنى غامض في الإنجليزية ، و enstschuldigung بمعنى معذرة في الألمانية . ولا شك أن لهذه الخاصية فوائد جمة في العربية ففيها توفير للوقت والجهد والمال ؛ فالنطق بالكلمات الصغيرة أخف على اللسان وأسرع في الوقت وأخصر في الكتابة من الكلمات الطويلة .
وتعد الجذور الثلاثية سمة من سمات اللغات السامية عمومًا، ولكن أكثر الساميات اليوم غير مستعمل ، إلا نادرًا، وهذا القليل النادر غير مطابق في أكثره لقواعد الساميات القديمة ، فصح أن تعد هذه سمة من سمات العربية .
2- سعة المفردات:
والعرب يعبرون عن الشيء الواحد بأسماء كثيرة ، يقول ابن فارس : "ومما لا يمكن نقله ألبتة أوصاف السيف والأسد والرمح وغير ذلك من الأسماء المترادفة ، ومعروف أن العجم لا تعرف للأسد أسماء غير واحد . فأما نحن فنخرج له خمسين ومائة اسم "() .
ويقول ابن فارس أيضًا :" وحدثني أحمد بن محمد بن بُندار قال : سمعت أبا عبد الله بن خالويه الهمذاني يقول : جمعت للأسد خمسمائة اسم وللحية مائتين " ().
وقد كتب الفيروز آبادي من بعد كتابًا في أسماء العسل . ذكر فيه أكثر من ثمانين اسمًا، وقرر مع ذلك أنه لم يستوعبها جميعها.ويرى الفيروز آبادي أنه يوجد للسيف ألف اسم على الأقل() .
وهذا الذي يصرح به ابن فارس والفيروزآبادي يقرره علماء اللغة المعاصرون من الشرق والغرب إذ يذكر الدكتور علي عبد الواحد وافي ـ وكان عضوًا بالمجمع اللغوي بالقاهرة ـ أن الأستاذ دوهــــامر De Hammer جمع المفردات العربية المتصلة بالجمل وشئونه ، فوصلت إلى أكثر من خمسة آلاف وستمائة وأربع وأربعين " () ، كما يقرر الدكتور وافي نفسه أن من أهم ما تمتاز به العربية أنها أوسع أخواتها السامية ثروة في أصول الكلمات والمفردات . فهي تشتمل على جميع الأصول التي تشتمل عليها أخواتها السامية أو على معظمها، وتزيد عليها بأصول كثيرة احتفظت بها من اللسان السامي الأول ، وأنه تجمع فيها من المفردات في مختلف أنواع الكلمة اسمها وفعلها وحرفها ، ومن المترادفات في الأسماء والصفات والأفعال ... ما لم يجتمع مثله للغة سامية أخرى ، بل ما يندر وجود مثله في لغة من لغات العالم."()
ويقول المستشرق الألماني نولدكه : " إنه لابد أن يزداد تعجب المرء من وفرة مفردات اللغة العربية ، عندما يعرف أن علاقات المعيشة لدى العرب بسيطة جدًا ، ولكنهم في داخل هذه الدائرة يرمزون للفرق الدقيق في المعنى بكلمة خاصة... والعربية الكلاسكية ليست غنية فقط بالمفردات ولكنها غنية أيضًا بالصيغ النحوية "()
وترجع وفرة المفردات في اللغة العربية إلى خاصة أخرى ثالثة.
3- وهي الاشتقاق تلك الخاصة التي تتيح للغة العربية إنتاج عدد كبير من الكلمات من جذر واحد مثل اشتقاق كاتب ومكتوب ومكتب ومكتبة وكتاب ومكاتبة ...إلخ من الجذر كتب ، ويسمي الدكتور نبيل علي هذه الظاهرة بالفائض اللغوي ويشبهها بالشجرة ذات الجذور القليلة والأوراق الكثيرة ؛ لذا فهي توصف بأنها شجرة ثقيلة القاع ، فرغم صغر نواة المعجم ( أقل من عشرة آلاف جذر) تتعدد المفردات بصورة هائلة وذلك بفضل الإنتاجية الصرفية العالية .وتقدر قيمة هذه الإنتاجية بقسمةعدد كلمات المعجم المشتقة على عدد الصيغ الصرفية ، وهي لا تقل في المتوسط عن 300 كلمة لكل صيغة ، وهي نسبة عالية حتمًا إذا ما قورنت بإنتاجية قواعد تكوين الكلمات في اللغات الأخرى ." ()
والقيمة العلمية لهذه الخاصية أنها تعزز من قدرة العربية على الوفاء بالمتطلبات العلمية الحديثة ولا سيما صياغة المصطلحات وتوليد الألفاظ الجديدة والبرمجة الآلية ، ولعله من المفارقات العجيبة أن نجد العربي القديم يضع للجمل والسيف مئات الأسماء ، ثم نتحير نحن اليوم في وضع بضعة أسماء لمخترعات حديثة مثل المذياع والتلفاز والحاسوب وغيرها .
4. الإعراب والتمييز بين المعاني بالحركات وغيرها: ويرى ابن فارس أن من العلوم الجليلة التي اختصت بها العرب الإعراب الذي هو الفارق بين المعاني المتكافئة في اللفظ ...ولولاه ما ميز فاعل من مفعول ولا مضاف من منصوب ولا تعجب من استفهام ولا صدر من مصدر ولا نعت من توكيد() .
كما يقرر في موضع آخر أن للعرب في ذلك ما ليس لغيرهم ؛ فهم يفرقون بالحركات وغيرها بين المعاني يقولون : مِفتح للآلة التي يفتح بها ، ومَفتح لموضع الفتح ، ومِقص لآلة القص ومَقص للموضع الذي يكون فيه القص() .
ويقولون : امرأة طاهر من الحيض ؛ لأن الرجل لا يشركها في الحيض ،وطاهرة من العيوب ؛ لأن الرجل يشركها في هذه الطهارة . وكذلك قاعد من الحَبَل وقاعدة من القعود ().
وتقول : كم رجلا رأيت ؟ في الاستخبار . وكم رجل رأيت في الخبر يراد به التكثير().
وفي هذا الكلام من ابن فارس إشارة هامة إلى دور الحركات عمومًا في التمييز بين المعاني المختلفة ليس فقط على مستوى الإعراب ولكن أيضًا على مستوى البنية المفردة .
وقد أشار علماء اللغة المعاصرون إلى هذه الخاصية للغة العربية ، فيقول الدكتور علي عبد الواحد وافي اعتمادًا على أقوال المستشرق رينان :" تمتاز اللغة العربية في شئون التنظيم بتلك القواعد الدقيقة التي اشتهرت باسم قواعد الإعراب والتي يتمثل معظمها في أصوات مد قصيرة ، تلحق أواخر الكلمات لتدل على وظيفة الكلمة في العبارة وعلاقتها بما عداها من عناصر الجملة . وهذا النظام لا يوجد له نظير في أية أخت من أخواتها السامية ، اللهم إلا بعض آثار ضئيلة بدائية في العبرية والآرامية والحبشية " () .
ويقول المستشرق يوهان فك :" قد احتفظت العربية الفصحى ، في ظاهرة التصرف الإعرابي ، بسمة من أقدم السمات اللغوية التي فقدتها جميع اللغات الساميةـ باستثناء البابلية القديمة ـ قبل عصر نموها وازدهارها الأدبي وقد احتدم الصراع حول غاية هذا التصرف الإعرابي في لغة التخاطب الحي فأشعار عرب البادية قبل الإسلام وفي عصوره الأولى ترينا علامات الإعراب مطردة كاملة السلطان ."()
والقيمة العلمية لهذه الخاصية أنها تتيح للعربية قدرة هائلة في التعبير عن المعاني والتفنن في الأساليب ، وتجعلها أكثر مرونة وتصرفًافي بناء التراكيب .
5. وفرة مخارج الأصوات : أشار ابن فارس إلى اختصاص العربية ببعض الأصوات مثل : الهمزة ، والحاء ، والطاء ، والضاد ، يقول عن الهمزة : " والعرب تنفرد بها في عرض الكلام ، مثل " قرأ " ، ولا يكون في شئ من اللغات إلا ابتداء ().
وقال:" ومما اختصت به لغة العرب الحاء والطاء . وزعم قوم أن الضاد مقصورة على العرب دون سائر الأمم" ().
وقال الباقلاني عن هذه الخاصية :"...ولضيق ما سوى كلام العرب أو لخروجه عن الاعتدال يتكرر في بعض الألسنة الحرف الواحد في الكلمة الواحدة والكلمات المختلفة كثيرًا كتكرر الطاء والسين في لسان يونان، وكنحو الحروف الكثيرة التي هي اسم لشيء واحد في لسان الترك ".()
وهذا ما يقرره علماء اللغة المعاصرون أيضًا ؛ إذ يذكرون أن العربية أكثر أخواتها احتفاظًا بالأصوات السامية ؛ فقد اشتملت على جميع الأصوات التي اشتملت عليها أخواتها السامية ، وزادت عليها بأصوات كثيرة لا وجود لها في واحدة منها : الثاء والذال والغين والضاد . ()
ويقول المستشرق برجستراسر : " فالضاد العتيقة حرف غريب جدًا غير موجود على حسب ما أعرف في لغة من اللغات إلا العربية "()
وقد عني الأستاذ العقاد بهذا الجانب من خواص العربية في كتابه اللغة الشاعرة ، فبعد أن أوضح الفرق بين الأبجدية العربية وغيرها من الأبجديات في اللغات الهندية الجرمانية ، أو اللغات الطورانية ، أو اللغات السامية قال : " وتظل اللغة العربية بعد ذلك أوفر عددًا في أصوات المخارج التي لا تلتبس ولا تتكرر بمجرد الضغط عليها ، فليس هناك مخرج صوتي واحد ناقص في الحروف العربية "() ثم يقول :" تمتاز اللغة العربية بحروف لا توجد في اللغات الأخرى كالضاد والظاء والعين والقاف والحاء والطاء ، أو توجد في غيرها أحيانًا ، ولكنها ملتبسة مترددة لا تضبط بعلامة واحدة "()
وقد عني الدكتور محمد المبارك بهذا الجانب من خصائص العربية فقال : " إن أول ما يبدو من صفات الحروف العربية توزعها في أوسع مدرج صوتي عرفته اللغات ، ذلك أن الحروف العربية تندرج وتتوزع في مخارجها ما بين الشفتين من جهة وأقصى الحلق من جهة أخرى فتجد الفاء والباء والواو الساكنة ومخارجها من الشفتين من جانب ، والحاء والهاء والعين والهمزة ثم الغين والخاء على التدرج ومخارجها من الحلق أقصاه فأدناه من جانب آخر ، وتتوزع باقي الحروف العربية بينهما في هذا المدرج . وقد تجد في لغات أخرى غير العربية حروفًا أكثر عددًا ولكنها محصورة مدارجها في نطاق ضيق وفي مدرج أقصر"() .وفي هذا ضيق في الأفق الصوتي واختلال في الميزان الصرفي وفقدان لحسن الانسجام بسبب سوء توزيع الحروف .
ويراعي العرب في اجتماع الحروف في الكلمة الواحدة وتوزعها وترتيبها فيها حدوث الانسجام الصوتي والتآلف الموسيقي. فمثلاً: لا تجتمع الزاي مع الظاء والسين والضاد والذال. ولا تجتمع الجيم مع القاف والظاء والطاء والغين والصاد، ولا الحاء مع الهاء، ولا الهاء قبل العين، ولا الخاء قبل الهاء ، ولا النون قبل الراء ، ولا اللام قبل الشين.
وأصوات العربية ثابتة على مدى العصور والأجيال منذ أربعة عشر قرناً. ولم يُعرف مثل هذا الثبات في لغة من لغات العالم في مثل هذا اليقين والجزم. إن التشويه الذي طرأ على لفظ الحروف العربية في اللهجات العامية قليل محدود، وهذه التغيرات مفرقة في البلاد العربية لا تجتمع كلها في بلد واحد. وهذا الثبات، على عكس اللغات الأجنبية، يعود إلى أمرين : القرآن،ونزعة المحافظة عند العرب.
وللأصوات في اللغة العربية وظيفة بيانية وقيمة تعبيرية، فالغين تفيد معنى الاستتار والغَيْبة والخفاء كما نلاحظ في : غاب ، غار ، غاص ، غال ، غام. والجيم تفيد معنى الجمع : جمع ، جمل، جمد ، جمر. وهكذا.
وليست هذه الوظيفة إلا في اللغة العربية، فاللغات اللاتينية مثلاً ليس بين أنواع حروفها مثل هذه الفروق، فلو أن كلمتين اشتركتا في جميع الحروف لما كان ذلك دليلاً على أي اشتراك في المعنى. فالكلمات التالية في الفرنسية مشتركة في أغلب حروفها وأصواتها ولكن ليس بينها أي اشتراك في المعنى مثل Ivre سكران oeuvre أثر أو تأليف ouvre يفتح livre كتاب lèvre شفة.
والقيمة العلمية لهذه الخاصية أنها تعطي العربية قوة في البيان ، ووضوحًا شديدًا في السمع ، وجمالا في التعبير ، وانسجامًا في التركيب .
6. العروض : قال ابن فارس : " ثم للعرب العروض الذي هو ميزان الشعر، وبه يعرف صحيحه من سقيمه() .
وقد أشار غير واحد من المستشرقين إلى اختصاص العربية بعلم العروض ، يقول العلامة المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في بحث له بعنوان " مقام الثقافة العربية بالنسبة إلى المدينة العالمية ":" وأما في علوم اللغة فإن الفكر السامي لم يصل إلى علم العروض إلا عند العرب "()
وقد أفاض الأستاذ العقاد في بحث الخاصية الموسيقية للغة العربية في كتابه اللغة الشاعرة ويظهر من عنوان الكتاب ومن شرح العقاد له أنه يعني باللغة الشاعرة اللغة التي بنيت على نسق الشعر في أصوله الفنية والموسيقية ؛ فهي في جملتها فن منظوم منسق الأوزان والأصوات ، لا تنفصل عن الشعر في كلام تألفت منه ولو لم يكن من كلام الشعراء .
وهذه الخاصة في اللغة العربية ظاهرة من تركيب حروفها على حدة ، إلى تركيب مفرداتها على حدة ، إلى تركيب قواعدها وعباراتها ‘ إلى تركيب أعاريضها وتفعيلاتها في بنية القصيد ." ()
خصائص اللغة العربية عند العقاد:
حاول العقاد أن يكشف النقاب عن كثير من خصائص العربية في كتابيه " اللغة الشاعرة " و" أشتات مجتمعات في اللغة والأدب " ، وذلك بالاعتماد على الاستدلالات العلمية وأقوال المقارنين اللغويين ، ومن أهم الموضوعات التي تبدو فيها هذه الخصائص عند العقاد :
1. قدم اللغة .
الضمائر .
الجنس والعدد .
التفرقة بين العاقل وغير العاقل .
التفرقة بين الجملتين الاسمية والفعلية .
مخارج الأصوات .
المبني للمعلوم والمبني للمجهول .
الصفات .
الظروف .
التعريف والتنكير.
الإعراب .
العروض .
الزمن .
وقد تقدمت الإشارة إلى أقوال العقاد في بعض منها ، ونضيف إليها
ما يلي :
1 ـ قدم اللغة العربية : يقول العقاد :" ونحن نعتقد أن اللغة العربية أقدم من معظم اللغات الحديثة وأن شواهد سبقها في القدم تزيد على الشواهد التي يستدل بها على سبق أقدم اللغات الأخرى "().
ويستدل العقاد على هذه الأقدمية باشتقاق أسماء الحيوان فيها فإن اللغة التي ترجع الأسماء فيها إلى مصدر مفهوم من مصادرها، تسبق اللغات التي تتلقى هذه الأسماء جامدة أو منقولة بغير معنى يؤديه لفظها الدال عليها في أحاديث المتخاطبين بها. ()
فأسماء الأسد والكلب والنسر والصقر والغراب والفرس والحمار والخروف وعشرات غيرها هي كلمات ذات معنى يفهمه المتكلمون بها، ويطلقونه أحيانًا إطلاق الصفات عند المشابهة بين هذه الحيوانات وبين غيرها.
يقال : أسد الكلب للصيد أغراه به ، وأسد عليه اجترأ ، وآسد بين القوم أفسد بينهم ، ومعنى هذا أن العرب عرفوا هذا الحيوان وهم يتكلمون بلغتهم هذه ويستخدمونها للوصف أو الاشتقاق والمجاز.
وكذلك معنى الكلب من العض والقبض ، والنسر من الجرح والنقض والتمزيق ، والصقر من الحدة في الحرارة أو في الطعم أو في اللمس والفرس من حدة النظر والاستعانة به على الافتراس ().
وهكذا يستمر العقاد في تأصيل أسماء الحيوانات في اللغة العربية ، ويقارن في ذلك بينها وبين الإنجليزية ؛ حيث نجد أسماء الحيوان في الإنجليزية كلها منقولة من غيرها ، فالأسد Lion من (ليو)Leo اللاتينية ، والحصان Horse من ( روس ) Ross الجرمانية ، والحمار ( آس ) Ass من ( اسنس ) اللاتينية ().
ثم يقرر أن العلم بالحيوان المستأنس أو الحيوان المتوحش أقدم شيء في لغات بني البشر . وأنه لا خلاف في دلالة أسماء الحيوان بألفاظها المشتقة على قدم اللغة العربية عند المقابلة بينها وبين اللغات الأوربية من أقدم عهودها التاريخية .
ويوضح الأستاذ أنور الجندي أن اللغة العربية تملك من المرونة مالا تملكه لغة حية أخرى فالألماني المعاصر مثلا لا يستطيع فهم كلمة واحدة من اللهجة التي كان يتحدث بها أجداده من ألف عام بينما العرب المحدثون يستطيعون فهم لغتهم التي كتبت في الجاهلية قبل الإسلام "().
ويقول الدكتور أحمد مطلوب :" إن قدم العربية وتواصلها خلال قرون طويلة واحتفاظها بالقواعد والأصول العامة من أول خصائصها وإن ذلك التواصل جعل أبناءها يقرءون تراثها الضخم وينتفعون به ... وتلك مزية لا تعرفها اللغات القديمة أو الحديثة"().
2. التفرقة بين الجملتين الاسمية والفعلية : كذلك يقارن العقاد بين العربية واللغات الأوربية من حيث نوع الجملة واستخدامها فيقرر أن الجملة في اللغات الأوربية اسمية يتقدم فيها الفاعل على الفعل على خلاف الجملة في العربية فإن الفاعل فيها يتأخر عن الفعل . وقد زعم بعض الغربيين أن تأخير الفاعل في العربية مرده إلى القدرية الشرقية التي ترد كل شيء إلى الغيب . ومنهم من يزعم أن هذا الاختلاف راجع إلى درجة الشعور بثبوت الشخصية الإنسانية فإن هذا الشعور قوي لدى الأورببن ولكنه ضعيف عند الشرقيين . وقد فند العقاد هذه الأقوال بأنه ليس صحيحًا ما يشاع من أن اهتمام الأوربيين بالفعل أقل منه عند الشرقيين فإن الفعل في اللغات الأوربية عنصر أساسي لا يستغنى عنه في الجملة ، وإنهم يطلقون على التركيب الخالي من الفعل اسم " العبارة " Phrase تمييزًا لها من " الجملة " Sentence ومعنى هذا أن أي تركيب يخلو من الفعل غير مفيد ، وليس الوضع كذلك في اللغة العربية فإنه يمكننا أن نقول : " رجل في الدار" فيفهم منه ما يفهم من قولنا في اللغة الأوربية " رجل يوجد في الدار".()
كذلك ليس صحيحًا ما يشاع من أن العربية تبدأ بالفعل دائمًا" فالجملة الاسمية موجودة في اللغة العربية وليست مع وجودها قليلة الاستعمال في مواضعها فليس تقديم الفعل على الفاعل فيها عجزًا عن التركيب الذي يتقدم فيه الفاعل على الفعل ، ولكنه تقسيم للكلام على حسب مواضعه "()
ثم ينتهي العقاد إلى القول بأنه متى ثبت لنا الفرق بين موقع الفعل والفاعل في الجملتين الاسمية والفعلية فالاكتفاء بالجملة الاسمية كما تقع في كلام الأوربيين نقص منتقد ، وليس بالمزية التي تدل على الكمال والارتقاء.
ويوضح العقاد أخيرًا دقة العربية في التفرقة بين الجملتين في نحو قولنا "محمد حضر " وقولنا "حضر محمد "، فالأول يقال إذا كنا ننتظر خبرًا عن محمد أو عن حضوره على الخصوص . والآخر يقال إذا كنا ننتظر الفاعل سواء كان محمدًا أو عليًا أو حسنًا .فهذه مزية من المزايا التي تكشف عنها المقابلة بين لغة الضاد واللغات الأجنبية () .
3 ـ ضمائر الجنس والعدد :
يرى العقاد أن الجنس في الأعم الأغلب من اللغات الهندية الأوربية ينقسم إلى ثلاثة أقسام : مذكر ومؤنث ومحايد ،أي ليس بالمذكر ولا بالمؤنث . وهذا وضع عقلي مخطئ ؛ لأن التقسيم الصحيح في الجنس المتميز أنه مذكر ومؤنث ، وليس هناك جنس ثالث متميز يسمى بالمحايد ولو على الشذوذ ، كما يعرض للذكر المشكل أو الأنثى المشكل ؛ فإنهما في حقيقة التقسيم ذكر غير متميز وأنثى غير متميزة ().
وفي اللغة العربية تمييز بين الضمائر في حالات الإفراد والجمع لا يعرف لغيرها بعمومه ودقته وتنوع تصريفاته ، ف (هم) لجمع المذكر و( هن) لجمع المؤنث و( أنت) بفتح التاء للمخاطب المفرد و(أنت) بكسرها للمخاطبة المفردة وأنتم وأنتن للمخاطبين و المخاطبات . ولا توجد لغة حية تلتزم التفرقة على قواعدها المطردة كما تلتزمها اللغة العربية () .
ويذكر العقاد من مظاهر دقة اللغة العربية وتطورها دلالتها الصحيحة على العدد فالضمائر في اللغات الهندية الجرمانية لا تعرف غير حالتين لضمير العدد هما حالة الإفراد وحالة الجمع . ولكن اللغة العربية تعرف لها حالة ثالثة هي حالة المثنى وهو من وجهة التفكير المنطقي ليس بالمفرد ولا الجمع ؛ فإن اثنين لا يكونان جماعة من الناس أو غيرهم . والدقة البالغة في اللغة العربية أنها لا ترى لزوما عقليا لتنويع ضمائر الثلاثة وما فوقها ؛ لأن الفرق بين الثلاثة والأربعة كالفرق بين الثلاثة والعشرة والعشرين ليس فرقًا في كنه الجمعية أو في الخاصة الجمعية ولكنه فرق في صغر الجماعة وكبرها() .
ويشير المستشرق الألماني برجستراسر إلى خاصية ضمير المثنى بقوله :" ولأن المخاطب المثنى مشتق من المجموع وضعناه بعده في الجدول ويتضح من ذلك أنه حديث بالنسبة إلى سائر الضمائر ولا يوجد في إحدى اللغات السامية سوى العربية.()
وتتم الدقة حين نلاحظ أن اللغة العربية تستدرك التفرقة بين الضمائر بالتفرقة بين جموع القلة وجموع الكثرة فإن التفرقة بين الثلاثة والألف بضمير خاص غير معقولة في باب التفرقة بين الجماعة وغير الجماعة ولكن التفرقة بين جمع للقلة وجمع للكثرة هو المعقول في حساب الفكر وفي حساب الأرقام على السواء() .
وقد ذكر برجستراسر أن من خصائص العربية حصر صيغ التكسير وهي فعلة وأفعل وأفعلة في القلة .()
4- الفاعل بين المبني للمعلوم والمبني للمجهول والصفات المشتقة :
تحدث العقاد عن الفاعل في العربية ، وذكر أنه يعبر عنه بأكثر من صيغة من خلال المبني للمعلوم والمبني للمجهول واسم الفاعل وصيغ المبالغة والصفة المشبهة ، وأوضح خصوصية العربية في ذلك بأن الفعل المبني للمعلوم موجود في لغتنا وفي اللغات الأخرى، ولكن صيغة المبني للمجهول تختلف كثيرًا بين هذه اللغات ؛ لأن العربية تدل على المبني للمجهول بصيغة خاصة ، ولكن اللغات الأخرى تدل على المبني للمجهول بعبارة لا اختلاف فيها لتركيب الفعل على كلتا الحالتين .
نحن نقول : " فتح الرجل الباب "، و" فُتح الباب " بصيغة المجهول ولكن العبارة الأوربية التي تدل على ذلك تقابل قولنا:"إن الباب يكون مفتوحا" أو "إن الباب صار مفتوحًا " وهو تعبير يخلو من دقة الصيغة العربية ؛ لأنه أقرب إلى وصف منه إلى الإخبار .
وتزيد اللغة العربية بصيغة لا وجود لها عندهم ، وهي صيغة الفعل المطاوع فيقول القائل : " انفتح الباب" ، ويعبر بذلك عن معنى لا تدل عليه دلالته الدقيقة كل من صيغتي المبني للمعلوم والمبني للمجهول ، فإذا قلنا : " فتح محمد الباب " ، فهذا لمن يهمه من الذي فتح الباب ؟ وإذا قلنا:" فتح الباب " فالمتكلم يخبر أنه لا يعرف الفاعل ، وأما " انفتح الباب " فيقال لمن ينتظر فتح الباب ،ولا يعنيه من الذي فتحه ، كما لا يعنيه أن يقول له المتكلم إنه يجهله أو يسكت عنه .
يقول العقاد : " واللغة الدقيقة التي استوفت وجوه الدلالة هي اللغة التي تلاحظ مقتضى الحال في كل عبارة من العبارات الثلاث، ولا تستخدم عبارة واحدة لموضعين ملتبسين، بل تستخدم كل عبارة لموضعها الذي لا لبس فيه" ().
وهكذا يستدل العقاد على أفضلية اللغة العربية وتميزها باستدلالات عديدة تنأى عن أن تكون مجرد دعوى أو مبالغة .
ولو أن هذا الكلام عن أفضلية العربية وتميزها صدر عن العلماء العرب وحدهم لقيل إنه تعصب ومفاخرة ،فكيف إذا قاله كبار علماء الغرب ومستشرقوه ؟ ، والحق ما شهدت به الأعداء .
وبعد ، أفلا يحق لناـ معشر العرب والمسلمين ـ أن نعتز بهذه اللغة التي هي هويتنا وقوام شخصيتنا، وأن نحافظ عليها ونغرس حبها في قلوب أبنائنا وأن نحرص على تعلمها وتعليمها ونشرها قبل أن تصبح أثرًا بعد عين. فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين .
* * *
خاتمة البحث
اللغة العربية من أفضل اللغات ، والقول بذلك لا يتنافى مع المنهج العلمي ، لأن التفاضل كائن بين أشياء كثيرة في حياتنا: بين البشر وغير البشر، فكما يتفاضل الناس في مواهبهم وملكاتهم ، تتفاضل لغاتهم في خصائصها.
ومن أهم خصائص العربية القدم والامتداد عبر آلاف السنين الأمر الذي منحها قوة وانتشارا وثباتًا يندر وجوده في غيرها من اللغات ، فالعربي اليوم يمكنه أن يفهم شعر امرئ القيس وزهير وعنترة وغيرهم ممن كانوا يعيشون في الجاهلية قبل الإسلام ، في حين أن الألماني أو الفرنسي أو الإنجليزي لا يستطيع أن يفهم تراث أجداده الذين كانوا يعيشون منذ بضعة قرون .
ومنها خاصية الاشتقاق الذي يعني توليد عدد كبير من الكلمات من أصل واحد مع بقاء العلاقة المعنوية واللفظية بين الأصل وما تفرع منه، مما يؤدي إلى توليد عدد لا محدود من الكلمات من جذور محدودة ، ويمنح هذا العربية قدرات فائقة على استيعاب المعارف الحديثة ، وكذلك خاصية الإعراب بالحركات التي بها يتحقق التمييز بين المعاني الملتبسة، وهي ظاهرة فريدة لا تعرف في أكثر اللغات اليوم، وقد شهد بذلك كبار علماء الغرب فيقول المستشرق رينان:" وهذا النظام ـ يعني الإعراب ـ لا يوجد له نظير في أية أخت من أخواتها السامية ، اللهم إلا بعض آثار ضئيلة بدائية في العبرية والآرامية والحبشية". ومن خصائص العربية وفرة مخارج الأصوات فيها وتوزيعها توزيعًا عادلا على مدارج جهاز النطق بحيث تشمل ما بين الشفتين إلى أقصى الحلق ،وتهمل فيما سواها من اللغات بعض المخارج أو يختلط بعضها ببعض أو تتكرر ؛ كما نجده في غياب الأصوات الحلقية أو بعضها ، واختلاط حروف b وp و fو vفي اللغات الأوربية وغيرها .ومن تلك الخصائص أيضًا سعة المفردات والتخفيف والاطراد والاختصار والمناسبة الشديدة بين اللفظ والمعنى ، والتمييز الواضح والدقيق بين المذكر والمؤنث والعاقل وغير العاقل ، والمفرد والمثنى والجمع ، والمرونة الشديدة في التصريف والتقديم والتأخير. وكل ذلك يدل على كمال هذه اللغة وشرفها وفضلها ، وقدرتها على مواكبة تطورات العصر في العلوم والتقنية ، وهو ما شهد به علماء العرب والغرب على السواء . والحمد لله رب العالمين .
د. مصطفى أحمد عبد العليم
مراجع البحث
أشتات مجتمعات في اللغة والأدب ، لمحمود عباس العقاد ، دار المعارف ، 1982 .
إعجاز القرآن ، للباقلاني أبي بكر محمد بن الطيب ، دار المعارف ، 1981 .
بحوث لغوية ، لأحمد مطلوب ، عمان ، دار الفكر ، 1987 .
البيان والتبيين ، للجاحظ ، عثمان بن بحر ، تحقيق عبد السلام هارون ، القاهرة مكتبة الخانجي 1985 .
تأويل مشكل القرآن ، لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة تحقيق السيد أحمد صقر، القاهرة ، دار التراث ط 2 ،1973 م .
التطور النحوي للغة العربية ، لبرجستراسر ( تعليق د . رمضان عبد التواب) .
الخصائص ، لابن جني ( تحقيق عبد الحليم النجار) ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1986 .
الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها لأبي الحسين أحمد بن فارس ، تحقيق السيد أحمد صقر ، القاهرة ، عيسى البابي الحلبي ، 1977 .
العربية ليوهان فك ، دراسات في اللغة واللهجات والأساليب ، ترجمة عبد الحليم النجار ، القاهرة 1951 .
الفصحى لغة القرآن ، لأنور الجندي ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، 1982 .
فقه اللغة للدكتور علي عبد الواحد وافي ، القاهرة ، دار نهضة مصر 1997 .
فقه اللغة وخصائص العربية ، لمحمد المبارك ، بيروت ، دار الفكر ، الطبعة السادسة ، 1995 .
اللغة الشاعرة ، مزايا الفن والتعبير في اللغة العربية ، لمحمود عباس العقاد ، القاهرة ، مكتبة غريب ، 1988 .
اللغة العربية والحاسوب ، دراسة بحثية ، لنبيل علي ، تعريب ، 1988 .
مجلة اللسان العربي 24/86 .
المخصص لابن سيده ، علي بن إسماعيل ، بيروت ، دار الفكر ، 1978
من قضايا اللغة العربية المعاصرة ـ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ،تونس ، إدارة الثقافة ، 1990 .
مشكوووووووووور ملك مواضيع جميلة ننتضر المزيد
مشكوووووووووور ملك مواضيع جميلة ننتضر المزيد
خيال الصحراء- المساهمات : 272
تاريخ التسجيل : 15/11/2010
العمر : 35
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى